أدبي حائل يكرم مدير جمعية الثقافة الشغدلي ضمن ليالي المقهى الثقافي الرمضاني

أعاد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون الفنان التشكيلي يوسف الشغدلي ذاكرة مستمعيه إلى الثمانينات الهجرية في منطقة حائل أثناء حديثه في الأمسية التي أقامها النادي الأدبي بحائل لتكريمه في المقهى الرمضاني وشهدها لفيف من مثقفي المنطقة والفنانون في القاعة الثقافية بمقر النادي.وأدار الأمسية عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ عمر الفوزان الذي أستعرض سيرة الشغدلي مباركاً له توليه إدارة فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل مؤخرا، بعدها تحدث الشغدلي عن النادي الأدبي بحائل ورؤيته التي تواكب العصر من خلال الشمولية في التعامل مع الفنون، مؤكداً أن المواهب إذا لم تجد الرعاية تنطفي، وأكد أنه تخلى عن الأنا في موقف كثيرة لرعاية الموهوبين من خلال المعارض والدورات، بعدها استطرد في الحديث عن الرؤية البصرية ودورها في التعامل مع الجمال، وقال: لغتنا البصرية مظلومة ونحن تضررنا كثيراً من ذلك فهي إن لم تكن مفقودة فهي ضعيفة، مستشهداً بواقع مادة التربية الفنية في المدارس التي توضع في آخر الجدول المدرسي.وتناول الشغدلي التخطيط المعماري في المنازل وغياب الجمال فيه، مؤكداً أن ثقافة الصورة لم تأخذ حقها كبقية الثقافات، ملمحاً إلى دور النادي الأدبي في المسرح، وأن النادي كون منحنى في حركة المسرح بعد الدورة التي أقامها على يد المخرج المعروف الدكتور مدحت الكاشف، موضحا أن تعليم الإبداع يحتاج على إعادة تأهيل خاصة في المهارات، وأن معلمي التربية الفنية تقع عليهم مهمة قيادة الحركة التشكيلية في المنطقة.بعدها بدأ الأستاذ صالح الزيدان أولى المداخلات حول إلمام معلم التربية الفنية بالفن، فرد الشغدلي أن هذا المعلم يفترض أن يكون ملماً بذلك، ومؤكداً أن تعليم الفنون يختلف عن التعليم في الجوانب الأخرى، وأضاف: أن المعلمين ليس جميعهم لديه الإدراك لدوره تجاه اختلاف طرق التعليم وأنماط الطلاب في التربية الفنية.وتساءل نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي عبد السلام الحميد عن بدايات الفنان الشغدلي وماذا سيقدم في الجمعية، فأكد أنه لم يختر أن يكون فنانا، وقال: ولدت في منزل حرفي الجميع فيه يعمل، والجميع فيه فنانون إلا أن أولئك الفنانين كانوا يبدعون لغرض المنفعة وأنا تعاملت مع الأدوات الفنية ولكن ليس من باب الحاجة للمنفعة، ثم استطرد عن حارته القديمة "سرحة" وكيف كانت مسرحاً لمناشط ثقافية مختلفة، وروى الشغدلي كيف أنجز مع بعض أصدقائه مسرحيات بإمكانيات بسيطة كان روادها يدفعون 4 قروش كتذاكر للدخول لها، وألمح إلى دور المدرسة الابتدائية السعودية آنذاك في خلق الإبداع، وكيف كانوا يكتبون النصوص المسرحية والقصائد والأناشيد ويجهزون المسرح ويمثلون رغم بساطة المسرح والإضاءة لكنهم كانوا جادين في التعامل مع عملهم، وقال حول عمله في فرع الجمعية بحائل: لدينا مناشط جديدة وسيكون الإبداع حاضراً في تفاصيل ومحتوى كل ما سيقدم في الجمعية، وأضاف: سأذهب للمثقفين الذين لا يحضرون المشهد الثقافي. ملمحاً أن تغييراً في آلية عمل الجمعيات ودعمها ستتم خلال الفترة القادمة.بعدها جاءت مداخلة عضو مجلس إدارة النادي سعود الجراد عن دور المدرسة في تكوين الثقافة وقال: لدينا في المدارس مدرس وليس فنانا، ثم تساءل إن كان الشغدلي قد صمم منزله بطريقة تشكيلية، فرد الشغدلي أن المنطقة فيها فنانين أعمالهم رائعة، وقال: أن ما ينتجه الفنان علي الضمادي من نحاسيات لو كانت في بلاد أخرى لوضعت في المتاحف مستشهداً بالفنان علي الرزيزا الذي أمضى16 عاماً في بناء منزله واستفاد من الرموز الشعبية ووظفها في البناء وعمل كل شيء من الوحدات الزخرفية، وعن منزله الشخصي قال: لمعرفتي أني لا أستطيع أن أفعل ذلك من الناحية المادية ومساحة المكان واكتفيت بلوحة غائر وبارز.بعدها جاءت مداخلة رئيس مجلس إدارة النادي محمد الحمد الذي أكد فيها قرب الشغدلي من النادي الأدبي خاصة في الأنشطة الفنية، فيما طرح الإعلامي مفرح الرشيدي سؤلاً عن موقف مصير الدورات الموسيقية في الجمعية فرد الشغدلي لا أعلم عنها شيئا.وعن الحاسب الآلي والإبداع قال يظل الحاسب أداة من الأدوات لكنها لا تصنع الإبداع مؤكداً أن من يتحايل على الفن عن طريق الحاسب سيجد نفسه على الهامش، ثم صنف الشغدلي مدرسي التربية الفنية إلى ثلاث أصناف، المبدع الذي لا يعمل والمجتهد وغير المبدع الذي يعمل، وقال: أنه من المهم أن يتغير فكر المعلم لإخراج مكنوناته لخدمة العملية التعليمية.وفي نهاية الأمسية سلم رئيس النادي الأستاذ محمد الحمد درعاً تكريماً للشغدلي ثم شاهد الحضور عدد من لوحات الشغدلي الفنية ضمن معرض مصغر أقيم بمناسبة تكريمه